شذرات نبض أنثى

شذرات نبض أنثى
هاشمية الموسوي  
يَمَّمّْتُ وَجْهي شطرَ قبرِكَ مُنشِدًا حتّى أُصَلّي كلّما عَصَفَتْ بنا فافتحْ برفقٍ بابَ لَحْدِكَ ضُمَّني تَبْكِيكَ عيني والديارُ وليلتي يا مهجةً وَقَفَتْ على تَلِّ الجوى نعقَ الغرابُ على مواطنِ جنَّتي ثوبَ الرثاء وَكَمْ تَمَزّق نادبًا يا ارخبيلًا من أمانينا التي     وَبَنَيْتُ في أرجاءِ قلبي مَسْجِدا ريحُ النوى والشوقُ فينا رَدّدا يا من له الأوجاعُ صَرْحًا شُيّدا قَفْرى تنوحُ وكمْ يجاوبُها الصدى سَفَرٌ طويلٌ صار فينا سرمدا دُقّتْ طبولُ الموتِ فيها فارتدى يا كربلاءُ ويا هتافاتِ المدى فُطِمَتْ بحبّ محمدٍ فتفردا  
************
قدْ كُنْتَ لي شمسًا تبادلُني الضِّيا (ما خِلْتُ أنَّ الدهر من عاداته) مُتحيّرًا يمشي الهُوينى كلّما وَيَحِنُّ ضِلعي نحو شَخْصِكَ قاصِدًا فأنا المُتيَّمُ قُرْبَ فَجْرِكَ ضُمَّني وأنا هُتافُ الروحِ في غَسَقِ الدُّجى     أفَلَتْ وغابتْ والزمانُ بنا حَدا يبني عروشَ الحزنِ فينا مَعبدا ناحتْ على دربي حمائمُ للردى يا رعشةَ الأشواق عُدَّت جلمدا وأنا القصيدةُ والعروبةُ والندى مُتَسَرْبِلًا بالغَيْمِ يومي مُكمدا  
************
تُتلى بأطيافِ الحروف مدائني خُذني على صدرِ الزمانِ مُحارِبًا قد خُضِّبتْ بالدمع جُلَّ قصائدي حُبلى ليالي الشوقِ تَعصِفُ كلّما ما إن وَقَفْتُ على ربوع مواطني هذي الديارُ وذاك عُمري بينها     وصهيلُ قلبي في السماء تبدّدا وعلى جِباهِ الشِّعْرِ صوتًا يُرتدى فَغَدَتْ على هامِ الطليعة سُؤددا فَيَضَانُ عِطْرِي في الضلوع تمددا ماستْ رياحُ القلب حُلمًا أجردا وحنينُ فَجْرِي كالصباح تجدُّدا  
************
مُتلبّدًا ذاك الشروقُ بِمَبْسَمِي لمّا لمستُ يدَ الغواية سيّدي ثارتْ همومي واستُبِيحَتْ جَمّةً ما كنتُ أعلمُ للِّقاءِ مدائنًا أنا في ضياء الصبح وردٌ مُزهرٌ أنا كالأماني أرتدي قصصَ الهوى لتعود بي الذكرى لأولِ موطنٍ     وربيعُ يومي كالجحيم تَوَقَّدا شابتْ أمانينا كصبحٍ قدْ بدا وبيانُ حَرْفي في السماء ترددا وشعورَ نزفٍ واشتياقاتِ النِّدا أنا في فيافي الليل حُلمٌ يُفتدى وأهيمُ شوقًا للديار وقدْ شدا كمْ بُـحْتُ لكن لم يَضِعْ بوحي سُدى
 
Related Posts
Leave a Reply

Your email address will not be published.Required fields are marked *