سالم بن أحمد الكثيري
فَرَضَ الواقع الجغرافي والاقتصادي على الصين والجزيرة العربية ضرورة التبادل والتلاقي من أجل المنفعة المشتركة
(1)؛ حيث تميزت المنطقتان بتوفر كَمٍّ من البضائع والسلع والمواد الخام، التي لاقت إقبالاً من سكان الإقليميْن، ولذا نجد أن بدايات التواصل بين الصين وبلاد العرب بشبه الجزيرة العربية ومنطقة غرب آسيا عامةً وسواحل عُمان خاصة تعود إلى فترة ما قبل الميلاد
(2)، وتم العثور على أحجار عليها خط المسند الحميري في جزر الهند الشرقية والفلبين
(3)، وهو دلالة على وجود تواصل قديم بين عرب الجزيرة العربية وبلدان جنوب شرق آسيا والشرق الأقصى من خلال الملاحة، وهناك من يرى أن من المفترض أن تكون الاتصالات المباشرة بين الصين والجزيرة العربية قد بدأت وأخذت بُعْدًا أكبر ما بين القرنين الخامس والسادس الميلادييْن
(4).
وفي جانب التواصل عن طريق الخطوط البرية، شهدت العلاقات بين الصين وبلدان وسط وغرب آسيا تطورًا ملحوظًا مع فتح طريق الحرير القديم حوالي القرن الثاني قبل الميلاد، حيث تشير المصادر الصينية إلى رحلةٍ قام بها الرحالة الصيني زانج – كيان نهاية القرن الثاني قبل الميلاد، والتي وصل فيها إلى بلاد العراق والمناطق التي حولها
(5)، وقد وصل ذلك المبعوث أو الرحالة الصيني إلى غرب آسيا بالطريق البرية إلى بلاد فارس، وأشار إلى البلاد العربية بإسم تياو-زي
(6) أو تا – تشي، وهي في أصلها تازك بالفارسية؛ وتعني: رجلاً من قبيلة طيء
(7)، وكان مصطلح تياو- شي أو تاشي يطلق على الحيرة في العراق؛ كونها أولى طلائع البلاد العربية وأقربها اتصالًا بفارس، من ثم عمّ الاسم على العرب عامة بلادًا وشعبًا
(8).
وفي منتصف القرن الرابع الميلادي كانت توجد سُوقٌ سنوية تُقام بمنطقة الخليج، وكانت تُعرض فيها السلع والبضائع الصينية
(9)، وهذا شيء طبيعي ووارد، خاصةً إذا ما علمنا أن المصادر الصينية أشارت إلى أن السفن الشراعية للصينيين وصلت إلى رأس الخليج العربي في فترة حُكم أُسرة ليو- تسون (420-479م)
(10)، وبهذا نجد أن الطريق البحري الذي يربط بين الخليج العربي من ناحية والشرق الأقصى من الناحية الأخرى أصبح معروفا ومطروقًا للتجار العرب، وفي مقدمتهم تجار عُمان واليمن منذ القرن الخامس الميلادي
(11)، حيث كان لتجار عُمان واليمن دورٌ محوري في مجال الملاحة في الطريق البحري الرابط بين بلاد العرب والهند والشرق الأقصى في تلك الفترة
(12)، وَيُعَدُّ الرحالة الصيني جيا – دان أقدم الرحالة الصينيين الذين أشاروا إلى الطريق البحري بين الصين وبلاد العرب أيام أسرة تانغ الصينية، وعهد الامبراطور شنزونغ (742-756م).
(13)
وتؤكد المصادر التاريخية الصينية أن الوجود العربي في الصين أصبح واضحًا بالتزامن مع مجيء أُسرة تانغ(618-907م) إلى حُكم الصين قبل ظهور الإسلام، حيث كان هناك عرب ضمن رعايا تلك الأُسرة وكانت لهم أنشطة تجارية وصناعات صغيرة، وأقاموا لهم مصنعًا بمدينة جوانجزو في حدود عام 622م.
(14)
وكانت الفترة الممتدة من 618-1279م والتي تشمل فترة حُكم أُسْرَتَيْ تانغ وسونغ الصينيتيْن تُعَدُّ من أزهى وأخصب فترات الازدهار للطرق التجارية البرية والبحرية التي تربط بين الصين وبلاد العرب
(15)؛ ففي الوقت الذي تحققت فيه وحدة العرب في ظل الإسلام في عهد الخلافة الراشدة ظهرت إمبراطورية صينية موحدة وقوية تحت حُكم أُسرة تانغ (618-907م)، مما أسهم في إتاحة مناخ صالح لمزيد من التواصل البحري والتجاري بين العرب والصين
(16).
وتم إرسال المبعوثين رسميًّا لأول مرة من بلاد العرب إلى الصين خلال هذه الفترة، وبالتحديد في سنة 651م، في عهد الخليفة عثمان بن عفان
(17)، ومنذ ذلك الوقت دخلت الاتصالات الرسمية بين الصينيين والعرب عهدًا جديدًا، فوصلت الزيارات والبعثات الرسمية بين الطرفيْن حسب ما ورد في السجلات الرسمية لسلالة تانغ إلى حوالي 39 بعثة خلال 148 عام في الفترة من 651-798م
(18)، تمتد من فترة الخلفاء الراشدين والدولة الاموية إلى بداية عهد العباسيين.
(19)
ومما ساعد على قيام تطور هذه العلاقات بين المنطقتيْن، وحصول التبادلات الثقافية والعلمية والاقتصادية خلال تلك الفترة أن الصين خلال عهد أُسرة تانغ (618 إلى 907)، كانت تسيطر سيطرة شبه تامة على الطرق البرية التي تصلها بالمشرق الإسلامي عبر أواسط آسيا
(20)، وكانت الصين تشهد استقرارًا سياسيًّا خلال حُكم تلك الأسرة، حيث امتاز عهدها بالسِّلْمِ والهدوء والتماسك لفترةٍ امتدت لأكثر من قرنين
(21)، وفي الجانب العربي كان العرب يسيطرون على الطرق والممرات المائية في البحر الأحمر والخليج العربي والمحيط الهندي
(22)، كما كان نقل العاصمة العباسية إلى بغداد حدثًا تجاريًّا وسياسيًّا مهمًّا؛ وذلك لقربها من الموانئ المهمة التي كانت تمر بها التجارة مع الشرق الأقصى، كالأبُلَّة وسيراف والبصرة وموانئ عُمان، التي كانت تؤدي دوريْن مزدوجيْن للتصدير والاستيراد، ومحطات لتخزين البضائع الواردة من الهند والصين وإفريقيا
(23)، وهو الأمر الذي أسهم في انتعاش العلاقات بين الصين والجانب العربي.
وكانت رحلات أبناء الخليج العربي إلى الصين تبدأ من البصرة وسيراف والبحرين، وتسير الى موانئ عُمان للتزود بالمياه وشحن البضائع في صحار ومسقط، ومن عُمان تسلك طريقيْن، الأول: بمحاذاة الشاطيء والسواحل مرورا بموانيء بلاد السند، وتسلكه السفن المتوسطة الحجم
(24)، وكانت السفن تسلك هذا الطريق لصِغَرِ حجم المراكب التجارية، وعدم سماح موسم الرياح لسفر هذه المراكب في أي وقت وسط البحر، كما إنه كان يُتيح لها التعامل التجاري مع المدن المتعددة عن طريق شحن وتفريغ وبيع وشراء البضائع
(25)، ويفتح هذا الطريق المجال لتجار السفن للتعرف على رغبات السكان وحاجاتهم من السلع
(26).
إلا أن الإبحار على هذا الطريق البحري على امتداد الساحل الآسيوي لم يَكُن آمنًا في جميع الأحوال؛ فكانت تضطر السفن إلى الإبحار في عمق البحر لتجنب القراصنة، وقد يَعْمَدُ البحارة إلى الإبحار بالسفن بعيدًا عن مناطق مُعَيَّنَة؛ لِكَوْنِها في حالة عداءٍ للعرب أو الصين أو منافسةٍ لهما
(27).
أما الطريق البحري الثاني: فتأخذه السفن الكبيرة إلى الهند مباشرة؛ حيث تسير المراكب التجارية من عدن أو عُمان مخترقةً وسط البحر حتى تصل إلى موانئ الهند والصين، إما مباشرة أو عبر التوقف في محطة أو عدة محطات، وكان هذا الطريق يلائم كِبَر حجم المراكب التجارية
(28)، وكانت السفن العربية التي تقف بالهند تسلك هذا الطريق إلى جزيرة سرنديب (سيلان)، ثم إلى ملقا، وأخيرا إلى الصين
(29)، واستغرقت رِحْلَتَا الذهاب والعودة من الصين على هذا المنوال عامًا ونصف العام، بما فيها الإبحار والانتظار في الموانئ
(30).
وهناك عِدَّة عوامل أسهمت في وجود النشاط والتبادل بين الصين وبلاد العرب، ومن أهمها توفر السلع والبضائع المرغوبة والمطلوبة بين الطرفين، وكانت الصادرات التي تحملها سفن الخليج العربي إلى الصين تتكون من منتجات عدَّة، مثل: المنسوجات الغالية والسجاد وخام الحديد والذهب والفضة واللبان وماء الورد ودم الأخوين واللؤلؤ
(31)، كما كان التجار العُمانيون والسيرافيون يأتون بمراكبهم الكبيرة للتجارة بالحديد من بلاد سفالة التي تقع في شرقي إفريقيا، فكانوا يبيعونه في الهند والصين بالثمن الجيد
(32)، ومن أهم السلع التي اشتهرت بها مدينة كلوة على ساحل إفريقيا الشرقي الذهب والعاج
(33)، التي كان العرب يتاجرون بها مع الصين، وهكذا نرى أن التجار العرب لم يقتصر دورهم فقط على الإتجار بالسلع التي كانت تتوفر في بلدانهم، وإنما قاموا بأداء دور مهم في الوساطة التجارية بنقل تلك البضائع الإفريقية إلى بلدان الهند والصين في شرقي إفريقيا.
إلا أن التبادلات التجارية بين العرب والصين قد شهدت تدهورًا وتراجعًا منذ منتصف القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي، عندما بدأ عهدٌ من الاضطرابات وعدم الاستقرار في الصين
(34)، حيث وصل الاضطراب ذروته في عهد الامبراطور Xi Zong (873-888م)؛ حين هاجم المتمردون مدينة جوانج زو مُحْدِثين مذبحة كبيرة بحق التجار الأجانب، ومن ضمنهم التجار العرب
(35)، وكانت تلك المذبحة التي وقعت سنة 878م سببًا مباشرًا في توقف التجارة بين بحر فارس والصين مدة خمسين عامًا
(36)، كما لم تكن الأوضاع بأحسن حالاً في المنطقة العربية؛ حيث حصلت بها ثورة الزنج
(37)، الذين هاجموا موانئ الأَبُلَّة والبصرة، كما شهد ميناء سيراف الذي كان يمثل أحد أهم الموانئ العربية في التجارة مع الشرق الآسيوي كارثة طبيعية كبيرة في سنة 977؛ حين ضرب المنطقة زلزال مدمر، ألحق دمارًا واسعًا بالميناء
(38).
تلك الأحداث والتطورات المؤسفة أدت إلى توقف قدوم التجار العرب إلى الصين، والاكتفاء بالوصول إلى ميناء كله بار الذي يقع في منتصف الطريق على الساحل الغربي لشبه جزيرة ملقا
(39)، وأشار القزويني (ت682هـ) إلى ذلك فقال: «جاوة هي بلاد على ساحل بحر الصين مما يلي بلاد الهند، وفي زماننا هذا لا يصل التجار من أرض الصين إلا إلى هذه البلاد، والوصول إلى ما سِواها من بلاد الصين متعذر؛ لبُعد المسافة واختلاف الأديان، والتجار يجلبون من هذه البلاد العود الجاوي والكافور والسنبل والقرنفل والبسباسة، والغضائر الصيني منها يُجلَبُ إلى سائر البلاد»
(40)، وذكر الحميري (ت900هـ) أن الجزيرة التي كانت ملتقى للتجار الصينيين والعرب كانت تسمى كله بار، وقال: «وهي بين أرض الصين وأرض العرب…، وبها يجتمع التجار من الصينين والمسلمين، وإليها يُتجهز من عُمان، فتُجلب منها أصناف الطيب كله والرصاص القلعي والأبنوس والبقم وغير ذلك»
(41)، وهناك اختلاف بين الجغرافيين والرحالة والأجانب في تحديد موقع ميناء كله بار؛ فبعضهم رأى أنه يقع ضمن مناطق الهند، وبعض آخر رأى أنه يقع في شبه جزيرة الملايو
(42)،
وهكذا نرى أن هذه الاحداث والتطورات السياسية وحتى الطبيعية أسفرت عن توقف تجار الخليج والعرب عن القدوم إلى الصين، وأخذت سفنهم التجارية تقابل السفن الصينية في شبه جزيرة ملقا، كما توقفت -أيضًا- السفن الصينية عن الذهاب إلى موانئ عُمان، ويبدو أن أُسرة تانغ فشلت بعد ذلك في السيطرة على أحوال البلاد، وتدهورت أحوالها إلى أن حَلَّت نهايتها عام 907م
(43)، وهو الوضع الذي استمر حتى ظهور عهد جديد في الصين هو فترة أُسرة سونغ.
استمرت سنوات الاضطراب حتى حسمها الصينيون في عام 960م حين تولت حُكم البلاد أُسرةٌ قوية حكمت لأكثر من ثلاثة قرون عُرِفَت باسم أُسرة سونغ، وذلك بعد خمس أُسَرٍ مَلَكِية تعاقبت على حُكم الصين خلال أقل من 60 عامًا (906-960)
(44)، فعادت العلاقات التجارية إلى نشاطها في عهد أُسرة سونغ (960-1279م)
(45)، حيث شهد عهد تلك الأُسرة تطورًا ملحـوظًا في مجـال صناعة السفن، وأخذت سفنها تجوب المحيط الهندي، مستفيدين في ذلك بالبوصلة التي اكْتُشِفَت في نهاية القرن الحادي عشر الميلادي
(46)، وكان ذلك الاهتمام بالتجارة البحرية في فترة أُسرة سونغ راجعًا إلى تَعَرُّض التجارة البرية للصين إلى ضربة أضعفتها؛ نتيجة اضطراب الأحوال في دواخل آسيا، لتُعَوِّضها بالتوسع التجاري البحري، فتم بناء أول أسطول بحري في هذه الفترة، وارتفع عدد سفن الأسطول الصيني، كما ازداد عدد البحارة الصينيين العاملين في الأسطول
(47)، وقد أشارت وثائق وسجلات أُسرة سونغ إلى أن ما يزيد عن 20 سفارة قَدِمَت إلى الصين من بلاد العرب، وهي في معظمها سفارات لبَحَّارة وتُجار
(48) .
وأُعيــــــــدت التجــــارة إلى مينـــــــاء خانفــــو
(49) في عهـــــــــــد أُسرة سونغ (960-1279)، التي عملـــــــت على صيانــــــــة الميناء وإعادة النشاط التجاري إليه، وفَتْحِهِ أمام حركة التجارة الخارجية، وتعيين رجال أَكْفاء في الميناء، ومكافحة الرشوة والفساد، وإنشـــــاء حــــــــــي للأجانب يتولى فيه رجل منهم إدارة شؤونهم
(50)، وبهذا عُدّ عهد أُسرة سونغ فاتحة لعهدٍ جديد في الصين؛ فقد انتعش اقتصادها، وفُتِحَت كثير من طرق التجارة البحريـــــــــــة، وأرســـل الإمبراطــــــــــــــور الصيـــــــني سفـــــــــارات إلى بـــــــــــــــــــلاط الخلفاء العباسيين في بغــــــــداد، وردَّ العباسيون بإرسال سفارة إلى الصين عام 357هـ / 968م في عهد الخليفة المُطيع، كما جاءت إلى الصين سفارة من (ما-لو-با)؛ وهي بلاد مهرة أو مرباط
(51).
كان لعرب جنوب الجزيرة العربية دورٌ مهمٌّ في التجارة والتواصل مع الصين منذ فترات متقدمة، حيث تشير الكتابات الصينية إلى أن العُمانيين وصلوا إلى شواطئ الصين الجنوبية ما بين عاميْ 203 ق.م – 97م
(52)، كما مارس عرب جنوب الجزيرة العربية أنشطة أخرى دفعتهم للقدوم إلى الصين غير التجارة، ومن ذلك ما ورد في أحد المصادر من أن راهبًا عربيًّا حضرميًّا جاء إلى الصين في الفترة من 978-988م ومعه خمسة مبشرين مسيحيين للتبشير بالدين المسيحي، وعادوا إلى بلادهم بعد 10 سنوات قضوها في التبشير الديني في الصين
(53).
وبدأت تظهر أهمية عُمان بشكلٍ خاص في خريطة التواصل العربي- الصيني، ويمكن القول إن الاتصالات بين عُمان والصين على مستوى العلاقات السياسية ظهرت منذ فترة متقدمة، تعود إلى النصف الثاني من القرن الأول الهجري / السابع الميلادي؛ حين أرسل ملك مدينة ظفار مبعوثين إلى الصين عام 41هـ / 661م في عهد أُسرة تانغ، وقد ازداد عدد رجال الأعمال العُمانيين الذين وصلوا الصين للتجارة، وتشير السجلات الصينية إلى أن حكومة تانغ قد تعاملت معهم بلطف، وطالبت المواطنين بالتجارة العادلة مع رجال الأعمال الأجانب، وحظر الزيادات الضريبية الباهظة عليهم، وعاقبت بشدة المسؤولين الذين تسببوا في متاعب لهم
(54)، ومثل هذا التعامل مع التجار الأجانب سينعكس بكل تأكيد على زيادة إقبالهم على التعامل التجاري مع بلاد الصين.
وإضافةً إلى نشاطها التجاري كانت عُمان تُعَدُّ محطة وصلٍ تجاري، حيث إن المراكب التجارية القادمة من الصين والهند وشرق إفريقيا إلى فارس والعراق وسيراف والبحرين والبصرة تَمُرُّ عبرها
(55)، وذلك للتزود بالمياه وشحن البضائع من الموانئ العُمانية
(56)، وذكر الحميري (ت900هـ) أن عُمان تُعَدُّ فَرْضَة الصين، وبها مرفأ الصين، وتُحْمَلُ إليها الأمتعة والسلع من سيراف
(57)، وكان البحارة العُمانيون يجلبون -أيضًا- الكثير من السلع الإفريقية من سواحلها الشرقية إلى موانئ عُمان للاستهلاك المحلي، وما فاض منها تتم إعادة شحنه وتصديره إلى الخارج
(58)، وإلى هذا يُشير كلام البكري (ت487هـ) بأن العُمانيين كانوا يعيدون تصدير العاج الإفريقي إلى الصين، فقال: «فمن بلاد الزنج تُجهّز أنياب الفيلة إلى الآفاق، وأكثر ما يُجهّز به إلى بلاد عُمان وإلى سائر البلدان، وأكثر ما يُسْتَعْمَلُ العاج بأرض الصين؛ لأنّهم يتّخذون منه الأعمدة، فبها يدخلون على ملوكهم، ولا يدخل عليهم أحد من حَشَمِهِم وقُوّادهم بحديد، ويستعملونه -أيضًا- في دخن بيوت أصنامهم وأبخرة هياكلهم»
(59)
هذا التبادل التجاري بين الصين وعُمان صاحَبَهُ بروز شخصيات عربية وعُمانية، عملت في مجال التجارة مع الصين، مثل أبو عبيدة عبدالله بن القاسم بن سابور البسيوي البهلوي العُماني (كان حيًّا في 171هـ / 787م)؛ وهو أحد شيوخ الإباضية وعلمائهم، سافر إلى عددٍ من البلدان والمدن، مثل البصرة ومكة وصحار والصين، وكان تاجرًا معروفًا، اشتغل بالتجارة، وسافر إلى بلاد المشرق للمتاجرة بالصَّبِر والمُر
(60)، ومنهم -أيضًا- التاجر العُماني عبدالله الصحاري، الذي عاش في الصين سنين طويلة، ثم غادرها عام 1072م
(61)، وبرزت شخصيات كانت من المتخصصين في تجارة البخور واللبان، ومنهم التاجر العربي بو-شو-جينج (أبو شوقي)، الذي كان يقوم بوظيفة مدير مكتب السفن التجارية في ميناء كوانج-زهو الصيني، وكان مختصًّا بتجارة البخور
(62)، ونجد تاجرًا عربيًّا آخر ممن حَظِيَ بمكانةٍ مرموقة في البلاط الصيني، يُرسِلُ للإمبراطور قائمةً من الهدايا الثمينة، كان على رأسها 900 كيلوجرام من اللبان
(63).
وأسمهت بعض التطورات السياسية و الكوارث الطبيعية في المنطقة العربية في مَيْلِ الأمور لصالح التجارة العُمانية مع الصين، ومثاله حادثة زلزال سيراف التي مَرَّت معنا، وكانت سيراف حينئذٍ كما يقول المقدسي (ت380هـ): دهليز الصين دون عُمان، وخزانة فارس وخراسان، ولكن هذا تَغَيَّر حين ضربها الزلزال العنيف، حتّى هرب الناس إلى البحر، وتهدّم أكثر تلك الدور، وصارت آية لمن تأمّلها»
(64)، فَخَفَتَ أمرُها، وخاصةً بعد أن تولى الديلم
(65)، «وانجلوا إلى سواحل البحر، وعمروا قصبة عُمان»
(66).
وقد تشهد الموانئ العُمانية بعض التطورات السياسية التي لا تكون في صالحها، ومن ذلك أن المراكب التجارية التي تسافر من صحار بعُمان إلى أنحاء بلاد الصين انقطعت منذ سنة 504هـ، وسببه أن صاحب جزيرة كيش
(67) الواقعة في بحر فارس عَمَل على تحصين ميناء كيش لاستقبال التجارة؛ بهدف الحصول على الأموال؛ حيث كان يفرض على كل مركبٍ تجاري يَمُر عليه دينارًا، ثم أضاف درهمًا حتى وصل إلى دينار وعشرة دراهم، ثم عمل على إنشاء أسطول حربي هاجم به مراسي عُمان واليمن، كما هاجم السفن القادمة من بلاد الزابج (أندونيسيا) والهند، فخافوا منه، وأدى ذلك إلى انقطاع السفر من عُمان، وتحولها إلى عدن
(68).
وكانت السفن التجارية التي تنطلق من عُمان تسير في طريقيْن
(69)، كما مَرَّ معنا، وهما: الطريق الأول: كانت السفن تسير عليه مباشرة عبر المحيط الهندي إلى الهند، ومنها تقصد الصين، مرورًا ببلدان وموانئ جنوب شرق آسيا، والطريق الثاني: كان ينطلق من مسقط وصحار بحذاء الساحل، بحيث تَمُر السفن بالمراكز التجارية على سواحل بلاد السند حتى تصل بعد ذلك إلى الهند ومنها إلى الصين.
وكانت السفن التي تنطلق من الموانئ الجنوبية للصين إلى منطقة الخليج والجزيرة العربية وبالعكس تحتاج لـــ 100 يوم تقريبًا لسَفْرَةٍ فردية واحدة بلا عودة، ونظرًا لضرورة الانتظار للرياح الموسمية كانت الملاحة تحتاج إلى ما يزيد على 18 شهرًا ذهابًا وإيابًا
(70)، بما في ذلك زمن الإبحار والانتظار في الموانئ
(71).
وظهرت عددٌ من النقاط والمحطات التجارية المهمة على الطريق نحو الصين، كان للتجار العُمانيون فيها الظهور الأبرز، ومنها ميناء كله بار / كلبار، الذي يُعَدُّ من أعظم الموانئ التجارية؛ لوقوعه في منتصف الطريق البحري الموصل بين الصين وبلاد العرب، وكان محطة إنزال وتحميل أنواع السلع التجارية، وَوُصِفَ بأن إليه تنتهي مراكب أهل الإسلام من السيرافيين والعُمانيين، فيجتمعون مع من يَرِد من الصين، والسبب الخوف من الغرق؛ لعدم وجود خبرة كافية لربابنة المراكب لسلوك الطريق البحري إلى الصين
(72)، وقال البكري (ت 487هـ) مشيرًا إلى ميناء كله بار ودور العُمانيين فيه: «وإليه يُتجهّز من عُمان في وقتنا هذا، فَتُجْلَبُ منه أصناف الطيب كلّه، والرصاص القلعي والأبنوس والبقم وغير ذلك»
(73)، وكانت هذه الحالة من التوقف في كلبار / كله بار في بداية القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، أما ما قبل ذلك فقد كانت المراكب الصينية تصل إلى عُمان وسيراف
(74)، كما كانت جزيرة سرنديب / سيلان من المراكز التجارية المهمة التي قَدِمَ إليها التجار العرب، وكانت تَقصُدُها مراكب الصين وسائر البلاد المجاورة، ويقصدها أهل عُمان ومرباط.
(75)
ومما أسهم في تقوية العلاقة بين الصين ومنطقة جنوب الجزيرة العربية خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلادييْن قيام السفن الصينية بفتح خط ملاحة جديد، بحيث كانت تُقلِعُ من سومطرة حتى تصل إلى بلاد المهرة وظفار مباشرةً دون المرور بالهند
(76)، وأهم ما يُميز خط الملاحة الجديد هو أن السفن عندما تُبحر من الصين كانت تنتهز فترة هبوب الرياح الموسمية الشمالية في الشتاء فتصل إلى بلاد ما-رو-با (المهرة)، وتعود في السنة الثانية، منتهزةً فترة الرياح الموسمية الجنوبية الغربية في الصيف
(77)، وهو ما يُعْرَفُ في ظفار بموسم الخريف.
وكانت رحلة العودة للسفن من الصين تأخذ نفس طريق الذهاب حتى تصل إلى ميناء ريسوت بين مرباط والشحر على الساحل الجنوبي لشبه الجزيرة العربية، أو على أيّةِ نقطةٍ أخرى ملائمة على ساحل الشحر أو المهرة، ثم تسير السفن شرقًا على طول الساحل حتى تصل إلى خليج عُمان
(78)، أو تسير غربًا إلى عدن، ومنها نحو البحر الأحمر وشرق إفريقيا
(79).
وقد ازدادت معرفة الصينيين بأحوال منطقة جنوب الجزيرة العربية في عهد أُسرة سونغ (960-1279م)، وذلك -كما سبق- نتيجةً لتنوع الطرق وسهولة المواصلات بين الصين والجزيرة العربية، ومن مظاهر تلك المعرفة، تَرَدُّد أسماء مناطق على الساحل العُماني في المُدَوَّنات الصينية، وبالأخص في كتاب «سِجِل الأمم الأجنبية»، الذي ألفه المدعو (تشو-جو-كوا)؛ فقد ذكر أسماء مناطق مختلفة من جنوب شرق الجزيرة العربية، ومنها
(80):
نو-فا (ظفار)
وو-با (مرباط)
نو-مان (عُمان)
وشي-وان (صحار)
كما جاء فيه -أيضًا-: أنه «إذا ما سافرت برًّا من ما-لو-با (المهرة) باتجاه الشمال الشرقي، مارًّا بمدينة نو-فا (ظفار) ودولة نو-مان (عُمان)، وقطعت 130 فرسخًا فإنك تصل إلى باي-دا (بغداد)»
(81)، وقد أشارت تلك المصادر إلى مدينة وو-با (مرباط)، التي تشبه في عاداتها وتقاليدها دولة نو-مان (عُمان)، حيث يأكل الشعب خبز التنور، ولحوم الغنم، ويشربون الحليب، ويأكلون السمك والخضروات
(82).
ولهذا نجد أن ميناء مرباط بجنوب عُمان قد أصبح معروفًا لدى الجغرافيين الصينيين منذ القرن الحادي عشر الميلادي في عهد أُسرة سونغ؛ وذلك لشُهرته في مجال تصدير اللبان
(83)، وورد ذكر مرباط كذلك في مدونة صينية تعود إلى القرن 12م، كتبها المدعو: (تشو-كو-في)، وقد ذكرها باسم: وو-با، وذكر أن فيها بيوتا تتكون من خمسة أدوار، وفي مينائها تتجمع السفن الكبيرة، ويلتقي التجار الأغنياء
(84)، كما أشارت حوليات أُسرة سونغ إلى قدوم بعثات تجارية من مرباط إلـــــــــى الصيـــــــــــــــن في عــــــــــــام 1064م و1089م
(85).
وهذا يعطينا تصورًا عن مدى ما وصلت إليه مدينة مرباط بجنوب عُمان من مكانة تجارية مرموقة، كما أنه من ناحيةٍ أخرى يوضح مدى اهتمام الصينيين بهذه المنطقة، وكيف اتسعت معلوماتهم عنها.
وقد ازدادت أهمية منطقة جنوب الجزيرة بالنسبة للصين بسبب تجارة البخور واللبان، وذكر مصدر صيني إن أهم صادرات عُمان إلى الصين هي: اللبان والتمر واللؤلؤ والخيول الأصيلة، مبينًا إن اللبان كان يأتي من ظفار، وأُطلِقَ على اللبان في الكتب الصينية اسم (Xunliu) أو (Xunli)، وكان اللبان يُشْحَنُ بكمياتٍ كبيرة إلى الصين منذ عهد أسرة هان (206ق.م-220م)، وكان يُعَدُّ بلسمًا شائع الاستخدام في الصين
(86)، وخلال القرنين الخامس والسادس الميلادييْن شهدت تجارة البخور رواجًا كبيرًا؛ وذلك بسبب تشجيع أباطرة الصين للتجارة
(87)، وكان هذا في عهد أُسرتيْ تانغ وسونغ، اللتين ظهرت خلال حُكمهما شهرة كبيرة للبخور؛ وذلك بسبب كثرة استخدامه بين أفراد الطبقة الأرستقراطية في الصين
(88)، وكان اللبان يُستخدَمُ كعِلْكٍ وكبخورٍ وفي النواحي الطبية
(89)، كما استُخدِمَ -أيضًا- لإبعاد الآفات عن محاصيل الأرز
(90).
ولذا كان يتم استيراد البخور من الخارج وبكمياتٍ كبيرةٍ جدًّا، وتم جَنْي أرباحٍ هائلةٍ منه، ولذلك نجده قد أصبح من المواد المُحتكرة والمُباعة من قبل أُسرة سونغ
(91)، التي أصدرت بيانًا ومرسومًا منعت فيه بيع البخور الذي يأتي به التجار العرب منعًا باتًّا، وذلك ضمن قائمة من المواد والبضائع الممنوعة على المواطنين
(92).
ولكون المنطقة التي تضم ظفار والشحر والمهرة كانت المنطقة المشهورة بإنتاج البخور، فلقد عُرِفَ شاطئ تلك المنطقة في المصادر الصينية بشاطئ البخور
(93)، بل إنه وبسبب نقل كمياتٍ كبيرة من البخور من هذه المنطقة إلى المدن والموانئ الصينية فقد سُمِّيَ الطريق البحري الممتد من المنطقة العربية إلى جنوب الصين بطريق البخور
(94)، وكان اللبان يُنقَلُ من موانئ حضرموت وجنوب الجزيرة العربية إلى جزيرة سومطرة بأندونيسيا، ومنها إلى الصين
(95).
ومما يظهر لنا شدة اهتمام الصينيين بتلك التجارة، أن أحد الموانئ الصينية قد استورد وحده خلال سنة واحدة فقط ما يقارب 348,673 جين
(96)من اللبان، وكان ذلك في سنة 469هـ/ 1077م
(97)، كما أشارت مصادر صينية إلى أن البخور واللبان المستورد من البلاد العربية في عام 1097م في ميناء مينغ-زهو الصيني بلغ حوالي 4739جين
(98)، إضافةً إلى اللبان كانت عُمان تُصَدِّرُ إلى الصين مادة دم الأخوين
(99)، التي أصبحت من أدوات الصيدلة الصينية، فيُشير كتاب (الوصفات الطبية من مستوصف السلام والهدوء) الذي يُعَدُّ أول كتابٍ للوصفات الطبية التي جُمِعَت خلال عهد أُسرة سونغ إلى وجود أكثر من 30 وصفة طبية مكونة من اللبان والميعة والمُر والقرنفل والعقاقير العربية
(100)، كما استورد الصينيون أملاح البوراكس
(101) التي استُخدِمَت في صناعة الصابون والزجاج، إلى جانب صمغ استخدمه الصينيون في العقاقير الطبية وغيرها
(102)، وَتُعَدُّ منتجات السيلادون
(103) أفضل ما استوردته عُمان من الصين من نهاية القرن 13 الى نهاية القرن 15م؛ وهي منتجات تشمل مجموعةً كبيرةً من الخَزَف الذي يتطلب صناعته درجات حرارة عالية، وهو ذو طينة صناعية حجرية بيضاء
(104)، وكان هذا النوع من الخَزَف يمثل معظم ما تم تصديره من الصين إلى الجزيرة العربية خلال فترة ازدهار مدينة البليد (ق13-ق15)، وربما أُعيدَ تصديره من موانئ عُمان إلى البحرين وجلفار وسيراف وهرمز.
(105)
واستوردت الصين المُر
(106)، والعنبر، والمنسوجات، وهي بضائع وسلع اشتهرت بها شبه جزيرة العرب، وذكر الكاتب الصيني (تشو-كو-في) في عام 1178م أن من الصادرات العربية إلى الصين منتجات (وو- با) (مرباط) عدا البخور والعنبر: واللؤلؤ والزجاج غير الشفاف وقرن الكركدن والعاج والمرجان والمُر ودم الأخوين وغيرها
(107)، وكان العنبر الشحري يُعَدُّ من أجود أنواع العنبر
(108)، وكانت سواحل اليمن وعُمان المطلة على بحر العرب المصدر الرئيس للعنبر، كما انتشرت مغاصات اللؤلؤ حول جزيرة سقطرى وعدن والشحر
(109)، في حين أن العاج وغيره من المنتجات الإفريقية كانت تُجْمَعُ من السواحل الشرقية لإفريقيا، من ثم تُحْمَلُ وعلى رأسها العاج إلى مرباط، ومنها إلى الهند والصين
(110)، كما اشتهرت ظفار -أيضًا- بتجارة الخيول العربية، وكانت موانئ عُمان تَعج بالكثير من الخيول العربية الأصيلة، والتي كان يتم تصديرها وتوريدها إلى الصين من ظفار ومرباط
(111).
وكان الذهب أحد أهم السلع التجارية التي كانت تَرِدُ عبر عُمان، وتقع أهم مناجمه العربية التي كانت تُزوَّدُ عُمان به في الحجاز، وشمالي اليمن والأطراف الغربية والجنوبية لليمامة، وكذلك المناجم الإفريقية، وأهمها سفالة الزنج (موزمبيق)
(112)، وكانت ثروة الجنوب العربي تعتمد -أيضًا- على إعادة تصدير التوابل، وكان للتجار دور الوساطة في ذلك، وكانت التوابل الهندية مثل الهيل والقرفة وغيرها يتم تداولها عبر جنوب الجزيرة العربية الى البلدان الأخرى
(113).
في حين كان العرب يستوردون من الصين: الحرير، والخَزَف الصيني، والمِسك، والعود، والسروج وغيرها
(114)، وكان معدن الرصاص يُجْلَبُ من الهند والصين، وتُستورَدُ التوابل من إفريقيا والمحيط الهندي وأبرزها الفلفل والدارجيني وغيرها
(115)، وكان يوجد في الموانئ الصينية الرئيسة مراقبون للتجارة والتاجر، وكان هؤلاء يُدَوِّنون ما يصل إلى الصين من البضائع والموانئ والبلدان التي قَدِمَتْ منها، وأنواعها، ووجوه استعمالها
(116)، وقد كان لكثرة التجار الوافدين إلى الصين من فارس وبلاد العرب دور في إثارة نفوس الصينيين في اتجاه زيادة اهتمامهم بالتعرف على تلك البلدان الأجنبية
(117)، وهو ما كان له الأثر في دفع تلك العلاقات والتبادلات بين الصين وبلاد العرب، وبالأخص جنوب الجزيرة العربية؛ نحو مزيد من التطور، لتصل إلى ذروتها خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلادييْن.
…………………………………………………………………….
- أحمد، جعفر كرار. العلاقات التاريخية بين شبه الجزيرة العربية والصين منذ ظهور الإسلام حتى أوائل القرن 20م. بحث منشور ضمن مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، العدد 92، مجلس النشر العلمي، جامعة الكويت ، الكويت: 1999م، ص127.
- الهادي، حبيب بن مرهون. الطرق التجارية بين عُمان والصين: طريق البخور أنموذجا. بحث منشور ضمن ندوة العلاقات العُمانية بجنوب شرق آسيا والصين واليابان. مجموعة من الباحثين، ذاكرة عُمان، ط1، مسقط:2016م، ص118.
- أحمد. جعفر كرار. مرجع سابق، ص129.
- Alexia Pavan & Chiara Visconti. Trade and contacts between southern Arabia and east Asia: the evidence from al-balid southern Oman, PROCEEDINGS OF THE SEMINAR FOR ARABIAN STUDIES .VOL 50 . 2020.p245
- أحمد، جعفر كرار. العلاقات التاريخية بين شبه الجزيرة العربية والصين، مرجع سابقK ص130.
- يان، تشانغ زون. الاتصالات الودية بين الصين وعُمان عبر التاريخ. ط3، وزارة التراث والثقافة، مسقط :2002م، ص4.
- الحربي، شيخة عبيد. الأبعاد التاريخية والعلاقات التجارية البحرية بين عُمان والصين قبل الإسلام. بحث منشور ضمن ندوة العلاقات العُمانية بجنوب شرق آسيا والصين واليابان. مجموعة من الباحثين، ذاكرة عُمان، ط1، مسقط:2016م، ص317.
- محيرز، عبدالله أحمد. رحلات الصينيين الكبرى إلى البحر العربي. دار جامعة عدن للنشر والطباعة، عدن: 2000م، ص25.
- يان، تشانغ زون. مرجع سابق، ص5.
- يان. مرجع سابق، ص6.
- أحمد، جعفر كرار. العلاقات التاريخية بين شبه الجزيرة العربية والصين، ص133.
- الشبلي، أحمد بن خلفان بن علي. علاقات عُمان التجارية مع الصين من القرن 7-16م. بحث منشور ضمن ندوة العلاقات العُمانية بجنوب شرق آسيا والصين واليابان. مجموعة من الباحثين، ذاكرة عُمان، ط1، مسقط: 2016م، ص438.
- البرطماني، مريم بنت سعيد. طريق الحرير البحري بين عُمان والصين وأدواره الحضارية من القرن 2-9ه/8-15م، رسالة دكتوراة غير منشورة، جامعة السلطان قابوس، مسقط:2023، ص38
- أحمد، جعفر كرار. دراسة حول العلاقات بين شبه الجزيرة العربية والصين إبان حكم اسر تانغ الملكية والممالك الخمسة (من 618 – إلى 960 م)، مجلة التجديد، مج4، ع8، ماليزيا:2000م، ص52
- أحمد، جعفر كرار. العلاقات العُمانية الصينية:618-1279م شركاء في الحزام والطريق القديم. بحث منشور ضمن ندوة العلاقات العُمانية بجنوب شرق آسيا والصين واليابان. مجموعة من الباحثين، ذاكرة عُمان، ط1، مسقط:2016م، ص18.
- يان، تشانغ زون. مرجع سابق، ص7-8.
- يان . مرجع سابق، ص8.
- يان. مرجع سابق، ص8.
- أحمد، جعفر كرار. دراسة حول العلاقات بين شبه الجزيرة العربية والصين، ص60
- زيادة، نقولا. الجزيرة العربية في أخبار المؤلفين الصينيين. بحث منشور ضمن الندوة العالمية الأولى لدراسات تاريخ الجزيرة العربية . مج1، ج2، مطبوعات جامعة الرياض، ب-م، ب-ت، ص128.
- أحمد، جعفر كرار. دراسة حول العلاقات بين شبه الجزيرة العربية والصين، ص61.
- أحمد، جعفر كرار. العلاقات العُمانية الصينية، ص21.
- أحمد، جعفر كرار. دراسة حول العلاقات بين شبه الجزيرة العربية والصين، ص61.
- أحمد، جعفر كرار. دراسة حول العلاقات بين شبه الجزيرة العربية والصين، ص64.
- السروري، محمد عبده. دور ميناء عدن في النشاط التجاري البحري بين الصين ومصر في القرن الرابع الهجري / التاسع الميلادي، بحث منشور ضمن المؤتمر الدولي الرابع حول العلاقات العربية الصينية التاريخ والحضارة، جامعة قناة السويس، مصر: (2012م)، ص118.
- الجبيلي، علياء يحيى علي. الملاحة البحرية في عُمان من صدر الإسلام حتى سقوط الدولة الأموية، مجلة الخليج للتاريخ والآثار، ع12، السعودية:2017، ص371.
- البرطماني، ص46.
- السروري، محمد عبده. (2012)، ص118.
- أحمد، جعفر كرار. (2000). دراسة حول العلاقات بين شبه الجزيرة العربية والصين، ص64.
- أحمد، جعفر كرار. (2000). دراسة حول العلاقات بين شبه الجزيرة العربية والصين، ص65
- أحمد، جعفر كرار. (2000). دراسة حول العلاقات بين شبه الجزيرة العربية والصين، ص68
- السروري، محمد عبده. عوامل قيام النشاط التجاري البحري لجنوب الجزيرة العربية في العصر الإسلامي الوسيط 1، مجلة العرب، مج55، ع 5 و6، دار اليمامة للبحث والنشر والتوزيع، الرياض: 2019، ص362.
- السروري، محمد عبده. عوامل قيام النشاط التجاري البحري لجنوب الجزيرة، 1، (2019)، ص363
- أحمد، جعفر كرار. العلاقات التاريخية بين شبه الجزيرة العربية والصين، ص147.
- أحمد، جعفر كرار. (2000). دراسة حول العلاقات بين شبه الجزيرة العربية والصين، ص69
- البرطماني، مريم. مرجع سابق، ص99
- ثورة أو حركة الزنج هي حركة ثورية ظهرت في العراق أيام الدولة العباسية، خلال الفترة من 255-270هـ / 868-883م؛ بسبب تردي الاوضاع الاجتماعية لفئة العبيد، وكانت الحركة بزعامة علي بن محمد، على رقعة واسعة بين الأهواز وواسط، وهدد عاصمة الخلافة بغداد، وتم إخماد هذه الحركة بعد 14 عامًا كلفت خلالها البلاد الكثير من الجهد والأموال والأرواح. انظر: المغلوث، سامي بن عبدالله. أطلس تاريخ الدولة العباسية، ط1، مكتبة العبيكان، الرياض:2012م، ص170
- أحمد، جعفر كرار. (2000). دراسة حول العلاقات بين شبه الجزيرة العربية والصين، ص71
- البرطماني، مرجع سابق، ص99
- القزويني، زكريا بن محمد. آثار البلاد واخبار العباد، ط1، دار صادر، بيروت: ب-ت، ص29.
- الحميري، محمد بن عبدالله بن عبدالمنعم. تح إحسان عباس، ط2، مؤسسة ناصر للثقافة، بيروت: 1980، ص494.
- البرطماني، مرجع سابق، ص95
- البرطماني،مرجع سابق، ص70
- أحمد، جعفر كرار. (2000). دراسة حول العلاقات بين شبه الجزيرة العربية والصين، ص71-72
- أحمد، جعفر كرار. مرجع سابق، ص149.
- الشبلي، أحمد بن خلفان بن علي. علاقات عُمان التجارية مع الصين من القرن 7-16م. بحث منشور ضمن ندوة: “العلاقات العُمانية بجنوب شرق آسيا والصين واليابان”. مجموعة من الباحثين، ذاكرة عُمان، ط1، مسقط:2016م، ص442.
- زيادة، نقولا. مرجع سابق. ص128.
- محيرز، عبدالله أحمد. مرجع سابق. ص28.
- ميناء خانفو، ويعرف كذلك بميناء كانتون: هو الميناء الأشهر في الصين منذ القدم، ويُعدُ بوابة الصين إلى العالم الخارجي.
- البرطماني، مرجع سابق، ص99
- البرطماني، مرجع سابق، ص248-249
- السعدي، مهنا بن راشد بن حمد. الطرق والمسالك البحرية بين عُمان ودول جنوب شرق آسيا والصين: طريق التوابل أنموذجا. بحث منشور ضمن ندوة العلاقات العُمانية بجنوب شرق آسيا والصين واليابان. مجموعة من الباحثين، ذاكرة عُمان، ط1، مسقط: 2016م، ص156.
- أحمد، جعفر كرار. العلاقات التاريخية بين شبه الجزيرة العربية والصين، ص156.
- البرطماني، مرجع سابق، ص309-310
- السروري، محمد عبده. عوامل قيام النشاط التجاري البحري لجنوب الجزيرة العربية في العصر الإسلامي والوسيط. 2. مجلة العرب، مج، ع7و8، دار اليمامة للبحث والنشر والتوزيع، الرياض: 2019، ص521.
- أحمد، جعفر كرار. العلاقات التاريخية بين شبه الجزيرة العربية والصين، ص143.
- الحميري، محمد بن عبدالله بن عبدالمنعم. تح: إحسان عباس، ط2، مؤسسة ناصر للثقافة، بيروت:1980، 413.
- شعبان، علاء محمد عبدالغني حسين. رحلة التجار العُمانيين إلى الصين من خلال كتابات الرحالة والجغرافيين العرب والمسلمين في القرنين 3و4 الهجريين. بحث منشور ضمن ندوة: العلاقات العُمانية بجنوب شرق آسيا والصين واليابان، مجموعة من الباحثين، ذاكرة عُمان، ط1، مسقط: 2016م، ص95.
- البكري، أبو عبيد عبدالله بن عبدالعزيز. المسالك والممالك، ج1، دار الغرب الإسلامي، بيروت:1992ص321.
- البرطماني، مرجع سابق، ص238
- البرطماني، مرجع سابق، ص252
- أحمد ، جعفر كرار. العلاقات التاريخية بين شبه الجزيرة العربية والصين. ص156.
- أحمد، جعفر كرار. العلاقات العُمانية الصينية. ص40.
- المقدسي البشاري، محمد بن أحمد. أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ط3، مكتبة مدبولي، القاهرة: 1991م، 426.
- الديلم يقصد بهم البويهيون، ويرجع أصل البويهيين إلى الديلم الذين استوطنوا المنطقة الواقعة ما بين طاجكستان من جهة الشرق وبحر الخرز وجزء من اذربيجان من جهة الغرب، وكانوا يدينون بالوثنية في بادئ أمرهم إلى أن انتشر الإسلام في بداية القرن الرابع الهجري، تواصل جدهم (علي بن بويه) بالخلافة العباسية، وتطلع للحصول على تفويض الخلافة واعترافها بشرعية حكمه، ولم يتردد الخليفة بالموافقة، فأرسل إليه التفويض، ونتيجة للأوضاع المتردية في العراق انتهز البويهيون هذا الوضع لتحقيق مآربهم في السيطرة والحكم، فدخلوا بغداد سنة 334ھ، وتسلطوا على الأمور في الدولة العباسية. انظر: كروي، إبراهيم سلمان، البويهيون والخلافة العباسية، ط1، مكتبة دار العروبة، 1982.
- المقدسي، مصدر سابق، ص426
- كيش جزيرة إيرانية تقع في الطريق بين الهند والبصرة، لا تزيد مساحتها على 90 كم مربع، لها مكان في التاريخ القديم والمعاصر، وتقع جزيرة كيش في وسط الخليج العربي بين فارس وبين عُمان والإمارات.
- السروري، محمد عبده. (2019)،2، ص528
- أحمد، جعفر كرار. العلاقات التاريخية بين شبه الجزيرة العربية والصين، ص143-144.
- يان، تشانغ زون. مرجع سابق، ص13.
- أحمد، جعفر كرار. العلاقات العُمانية الصينية، ص25.
- السروري، محمد عبده. (2019)،2، ص516-517
- البكري، أبو عبيد عبدالله بن عبدالعزيز. المسالك والممالك، ج1، دار الغرب الإسلامي، بيروت: 1992م، 258.
- السروري، محمد عبده. (2019)،2، ص517
- السروري، محمد عبده. (2019)،2، ص518
- يان، تشانغ زون. مرجع سابق، ص13.
- يان، تشانغ زون. مرجع سابق، ص13-14.
- أحمد، جعفر كرار. العلاقات التاريخية بين شبه الجزيرة العربية والصين، ص144.
- أحمد، جعفر كرار. مرجع سابق، ص151.
- يان، تشانغ زون. مرجع سابق، ص14.
- أحمد، جعفر كرار. العلاقات التاريخية بين شبه الجزيرة العربية والصين، ص152.
- يان، تشانغ زون. مرجع سابق، ص14.
- الشبلي. أحمد بن خلفان. مرجع سابق، ص453.
- زيادة، نقولا. مرجع سابق، ص138.
- الشبلي . مرجع سابق، ص453.
- البرطماني، مرجع سابق، ص342
- الهادي، حبيب بن مرهون. الطرق التجارية بين عُمان والصين: طريق البخور أنموذجا. بحث منشور ضمن ندوة: العلاقات العُمانية بجنوب شرق آسيا والصين واليابان. مجموعة من الباحثين، ذاكرة عُمان، ط1، مسقط:2016م، ص119.
- يان، تشانغ زون. مرجع سابق، ص12.
- السروري، محمد عبده. علاقة عُمان التجارية بأهم الصادرات والواردات مع جنوب شرق آسيا والصين في العصر الإسلامي. بحث منشور ضمن ندوة: العلاقات العُمانية بجنوب شرق آسيا والصين واليابان. مجموعة من الباحثين، ذاكرة عُمان، ط1، مسقط: 2016م، ص333.
- الشبلي ، أحمد بن خلفان. مرجع سابق، ص442.
- يان ، تشانغ زون. مرجع سابق، ص12.
- يان، تشانغ زون. مرجع سابق، ص12.
- يان، تشانغ زون. مرجع سابق، ص13.
- يان، تشانغ زون. مرجع سابق، ص13.
- زيادة، نقولا. مرجع سابق، ص140.
- الجين الصيني الواحد يساوي نصف كيلوجرام. انظر: يان. مرجع سابق، ص 12-13.
- يان. مرجع سابق، ص12
- أحمد، جعفر كرار. العلاقات العُمانية الصينية، ص37.
- هو نبات أو قشر نبات يستخدم في الصباغة، ويستعمل كدواء للجروح، ويلون به الأواني الفخارية، كما يستخدم -أيضًا- مطهرا للفم والأسنان، ومن أهم مناطق نموه جزيرة سقطرى اليمنية. انظر: شهاب، حسن صالح. أضواء على تاريخ اليمن البحري. ب-ط، دار الفارابي، بيروت:1977م، ص222.
- البرطماني، مرجع سابق، ص362
- البورق أو البوراكس: هي معدن مكون من أملاح الصوديوم، كان يستخدم في صناعة مستحضرات التجميل، وفي صناعة الزجاج والسيراميك، وربما يفسر لنا هذا اهتمام الصينيين به؛ لشهرتهم بصناعة الخزف والسيراميك.
- البرطماني، مرجع سابق، ص344
- السيلادون: هو نوع من الطينة الطبيعية، توجد فى الصين، ذات خواص طبيعية، كانت تستخدم في صناعة نوع من الخزف الصيني حمل نفس الاسم، وهو خزف تميز بلون أخضر إذا حرقت في درجة حرارة معينة، كما كان يعطى بريقا خاصا.
- البرطماني، مرجع سابق، ص350
- البرطماني، مرجع سابق، ص351
- المر: من النباتات التي تنمو بشكل طبيعي كاللبان، وطريقة استخراجه تكون بإحداث شقوق في جذع الشجرة؛ لتسيل منه مادة صمغية كالحبوب، هي: المر، ويستخدم المر في أشياء كثيرة كصناعة الأدوية والعطور وغيرها. انظر: الجرو، أسمهان سعيد. دراسات في التاريخ الحضاري لليمن القديم. ب-ط، دار الكتاب الحديث، ب-م:2003م، ص34-35.
- محيرز، عبدالله أحمد. مرجع سابق، ص31.
- السروري، محمد عبده. مرجع سابق، ص330.
- الشبلي، أحمد بن خلفان. مرجع سابق، ص454-455.
- زيادة ، نقولا. مرجع سابق، ص141.
- شعبان، علاء محمد. مرجع سابق، ص94.
- أحمد، جعفر كرار. الدور الحضاري للعُمانيين في الصين منذ ظهور الإسلام، ص307
- STERENN LE MAGUER. The incense trade during the Islamic period, PROCEEDINGS OF THE SEMINAR FOR ARABIAN STUDIES, VOL 45, 2014.p176
- أحمد، جعفر كرار. الدور الحضاري للعُمانيين في الصين منذ ظهور الإسلام حتى أوائل القرن 19م. ط1، وزارة التربية والتعليم، مسقط: 2007م، ص36-37.
- أحمد، جعفر كرار. الدور الحضاري للعُمانيين في الصين منذ ظهور الإسلام، ص308
- زيادة، نقولا. مرجع سابق، ص129.
- زيادة، نقولا. مرجع سابق، ص128.