الأوانـي الفخــاريــة والقبـــور في إبــراء بسلطنــة عُـمــــان.. بحوث في سجل الآثار الموجودة على سطح أراضي المقابر الإسلامية وما يتعلق بها مـن عـادات الدَّفْـــن والطــقوسِ الجنــائزيــة (*)

الأوانـي الفخــاريــة والقبـــور  في إبــراء بسلطنــة عُـمــــان.. بحوث في سجل الآثار الموجودة على سطح أراضي المقابر الإسلامية وما يتعلق بها مـن عـادات الدَّفْـــن والطــقوسِ الجنــائزيــة (*)
بيـرجيـت ميرشيــن ترجمة الشيخ: محمد بن عبدالله الحارثي   إن انتشار مواقع الدَّفْنِ بكثرةٍ على مرمى البصر من السمات البارزة التي تميز سطح الأرض في المناطق الأثرية في عُمان، على الأقل فيما يتعلق بحقب ما قبل الإسلام. تُعَدُّ ممارسات الدَّفْن ومعمار الأضرحة وما يرتبط بهما من أدوات منذ عهدٍ بعيد من أحد مؤشرات علم الآثار على التطور والتحولات الاجتماعية والثقافية والدينية والاقتصادية في عُمان في حِقب ما قبل الإسلام. قد يتوقع المرء أن تَنَوُّع عادات الدَّفْن وأنواع القبور الذي كان موجودا في حقب ما قبل الإسلام قد انتهى مع مجيء الإسلام وتعليماته الخاصة بالقبور والدَّفْن؛ فالفقه الإسلامي لا يجيز أيَّة زخرفة للقبور، وينص على أن العلامات التي توضع على القبور لا بد أن تكون بسيطة. تنص الشريعة الإسلامية على عدم جواز وضع نقوش تشير إلى الشخص المتوفى أو نقوش بها آيات من القرآن الكريم. ولكن هذه العادات يتم تصنيفها على أنها “مكروهة”، وليست محرمة تحريمًا قطعيًّا (لايستن 1990: ص 16؛ لينانت دو بلفوندز 1978: ص 354-355). ونتيجة لقدرة الإسلام اللافتة على أن يمتزج امتزاجًا ناجحًا بالعادات المحلية ويعيد تفسيرها، مما يحفظ التنوع الإقليمي والثقافي، نجد هناك مجموعة كبيرة من التنوعات في أنواع المقابر والأثار والعادات الجنائزية في العالم الإسلامي، مما يعكس التقاليد المحلية المختلفة، ويتراوح ذلك من مساحات الدَّفْن الخالية من أية علامات، إلى القبور التي تكون عادةً بلا علامات، إلى “مُدُن موتى” فعلية (أوري 1991: ص 123). على الرغم من أن الكثيرين من الكتّاب (على سبيل المثال، سورديل ثوماين 1978: ص 352-353) قد فهموا وأوضحوا أهمية الدراسة المنهجية لعادات الدَّفْن الإسلامية ومعمار الأضرحة الإسلامي؛ باعتبارهما انعكاسًا للبيئة الثقافية والدينية في المجتمع، بَيْدَ أنه ليست هناك دراسات ميدانية كثيرة في هذا الجانب، وبالتالي لا يوجد إلَّا توثيق ضئيل لذلك. في عُمان، رَكَّزَ البحث الأثري في هذه المجال إلى حدٍّ كبير على حقب ما قبل الإسلام، ولم يُجْرَ إلا عدد قليل نسبيًّا حتى الآن من الدراسات على المقابر الإسلامية (عُمان 1983؛ شاهري 1994؛ الحضرمي 1994؛ بولديسيرا 2000). ومن الاستثناءات اللافتة للنظر في هذا المجال الدراسة التي تم إجراؤها منذ عهدٍ قريب على نقوش المقابر في نزوى والحيملي Haymali (إبراهيم 2001). هناك نقص خاص في المعلومات التي تؤدي إلى تكوين إطار تصنيفي وزمني للقبور والمقابر الإسلامية. وتتضح ندرة المعلومات أكثر عند النظر في عادات الدَّفْن والطقوس الجنائزية والطقوس ما بعد الجنائزية التي شكلت سِجِلَّ سطح أرض المناطق الأثرية للمقابر الإسلامية في عُمان. في أثناء الدراسة الميدانية لمناطق الشرقية والداخلية والباطنة في عُمان، لاحظتُ أن هذا السجل ليس متماثلًا، بل على العكس من ذلك يَنِمُّ عن تغايرٍ في المكان وفي الزمان. وتتجلى اختلافات لا تخطئها العين عند مقارنة مجموعات تنتمي لأصول عرقية مختلفة أو مجموعات تنتمي لمذاهب إسلامية مختلفة. مقبرة البلوش السُّنّة في الخوض في محافظة مسقط ذات مظهرٍ مميز جدًّا (الشكل رقم 1)، ومعمار الأضرحة منمَّق نسبيًّا، ويعكس ممارسات الدَّفْن التي تختلف عن ممارسات غيرهم؛ كما يتضح من مقبرتها الموجودة في المدينة نفسها. القبور مغطاةٌ بأكوام بارزةٍ جدًّا، ومحاطةٌ بأسْيِجَةٍ من الأحجار أو الخرسانة، والكثير من القبور عليها شواهد منقوشة على ظهرها. وتبدأ النقوش بالبسملة، وفي الغالب تليها الشهادة وآيات قرآنية، بالإضافة إلى اسم المتوفى وتاريخ الوفاة. والمنظر المتكرر لوجود قوارير ماء ورد فارغة وأغصان ريحان جافة دليل مادي على عادات جنائزية محددة يمارسها البلوش تحديدًا في الباطنة: وخاصةً رش القبر بماء الورد والعطور وما يُطلق عليها الختمة؛ وهي نوع من الاحتفال في نهاية اليوم الثالث أو السابع من فترة الحداد، فتُقرأ مقتطفات من القرآن الكريم على إناء من الفخار مملوء بماء الورد وأوراق الريحان(1). ثم يُسكب ما في الإناء على القبر، ويتم تكسير الإناء وتركه عند القبر (الشكل رقم 2)؛ لأن الناس يقولون: “ما أُخِذَ إلى المقبرة لا يعود”. على الجانب الآخر، هناك مقبرة للإباضية (الشكل رقم 3)، موجودة في مدينة الخوض -أيضًا-، يغيب فيها كل شيء، سِوى لوازم القبر الأساسية، التي تتكون من كومة وأحجار غير مزخرفة، أو هيكل خرساني رأسي غير مزخرف. لا توجد أية نقوش، ولا تُرى أية أدوات من قبيل شُقف الخزف. ومن اللافت للنظر أن المقبرة السابقة لهذه المقبرة الملاصقة لها بها عدد كبير من القبور ذات الأسيجة الحجرية (انظر أدناه). وعلى الرغم من أن الإباضية العُمانيين لا يعتقدون أن هناك ميزة لإظهار هُوِيَّة المتوفى من خلال كتابة نقشٍ على قبره، إلا أنهم يرون أنه من الضروري أن يذكروا نوع المدفون في القبور؛ من حيث كونه ذكرًا أم أنثى. ولاحظتُ طريقتين لتحقيق ذلك: إما من خلال عدد مختلف من الهياكل الرأسية أو من خلال نصب الهياكل الرأسية في وضع مختلف بالنسبة لمحور القبر. وفي الحالة الأولى، يتم تمييز قبر الرجل بهيكليْن رأسييْن عند رأس القبر وعند طرفه الآخر. أما قبر المرأة فيوضع عليه هيكل رأسي في الوسط، بالإضافة إلى هذيْن الهيكليْن الرأسييْن (الشكل رقم 4). ويتم اتباع هذه العادة -على سبيل المثال- في الخوض، ونزوى (ملاحظة شخصية؛ إبراهيم 2001: ص 99)، وربما في المقبرة التي ترجع إلى العصور الإسلامية الأولى في وادي الصفافير (إبراهيم والماحي 1998: ص 132)، وكذلك في مقابر صلالة (عُمان 1983: ص 278). وفي الطريقة الثانية، تَصْطَفُّ الهياكل الرأسية رأسيَّا على محور القبر لو كان المتوفى ذكرًا، وتَصْطَفُّ أفقيَّا لو كان المتوفى أنثى. وهذه العادة متبعة في إبراء، وفي أجزاء من الباطنة، وفي أماكن أخرى، مثل سِيق على الجبل الأخضر(2). وبعيدًا عن هذا التنويع في تمييز القبور على أساس نوع المتوفى، تشترك مقابر الإباضية في عُمان في العديد من الملامح والسمات العامة، وخاصةً في البساطة الشديدة في مظهرها العام. معمار الأضرحة وسِجِلُّ السطح في ثلاث مقابر في سفالة إبراء على ضوء الملاحظات السابقة أعلاه، حدث اكتشاف مقبرة إباضية مميزة جدَّا (الشكل رقم 4) في إبراء في المنطقة الشرقية، على غير توقع إلى حدٍّ ما، أثناء عملي الميداني في عام 2002م الخاص بمشروع التوثيق والبحث عن “عمليات التحول في مستوطنات الواحات في عُمان”، الذي تم القيام به مشاركةً بين جامعة السلطان قابوس (قسم الآثار، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية)، وجامعة توبينجين، وجامعة كاسيل، ومعهد الآثار الألماني. وبعد أن لفتت انتباهي واحدةٌ من المقابر الأساسية والتي ما زالت مستخدمة في سفالة إبراء، أجريتُ مَسْحًا قصيرًا في شهر تشرين الأول / أكتوبر من عام 2002م، ووجدتُ مقبرتيْن أخرييْن لهما خصائص مشابهة في المنطقة نفسها، في حين أنه كانت هناك مقبرة رابعة ليست لها نفس الخصائص. وتلا ذلك مَسْحٌ آخر وبحوث اثنوجرافية (عرقية) في كانون الثاني / يناير – آذار/ مارس 2003م. إبراء ثاني أكبر مدينة في منطقة الشرقية. ومنذ القرن السابع عشر، وخاصةً في القرن التاسع عشر، يبدو أن إبراء نعمت بحالةٍ من ازدهار اقتصادي أكبر عن طريق الهجرة إلى شرق أفريقيا والتجارة معها؛ ففي ذلك الوقت، قامت عائلات الحرث -مثلًا- من سفالة إبراء، وعائلات المساكرة من علاية إبراء بإعادة استثمار أجزاء من أرباحها في المنطقة الشرقية (بونينفانت ولو كور جراندميزون 1977: ص 94). الخصائص العامة تتميز المقابر الثلاث التي أُجْرِيَ المسح عليها في سفالة إبراء (الشكل رقم 5) عن غيرها بسبب كثرة المتبعثر فيها من الأواني الخَزَفية والشقف والنقوش الجنائزية على شقف الخَزَف. لوحظتْ من قبل النقوش الجنائزية على الشقف في مقبرة عوينة في نزوى، وتم التعليق على اكتشافها بأنها شيء غير معتاد. ولكن النقوش الجنائزية في إبراء كانت ممارسة شائعة، وليست استثنائية، وكانت تُكتب بانتظام على شقف الخَزَف. أما بالنسبة لبقايا الخَزَف التي لا توجد عليها نقوش في المقابر التي تم إجراء المسح عليها، فمن الواضح أن وجودها بانتظام وكثرتها لا يمكن أن يكونا وليدَيْ الصدفة، أو نتيجةً لعمليات طبيعية؛ فلا بد أنهما يمثلان وضعًا متعمدًا مشروطًا بظروفٍ ثقافية. لقد لاحظتُ من قبل وجود أواني خَزَفية – وخاصة محارق البخور، أو فناجين القهوة، أو قوارير ماء الورد- في مقابر أخرى في عُمان، مثل مقبرة الأئمة في نزوى. تم تسجيل وجود منتظم لأباريق الشاي المَطْلِيِّة بالميناء على القبور في مقبرةٍ على جزيرةٍ من جزر أبوظبي (كينج 1998: ص 79-80)، وكشفت أبحاثي السابقة في ظاهرة وجود الأواني الخَزَفية والأواني الأخرى في المقابر عن أن هذه الأواني تمثل في العادة بقايا مادية من الإيفاء بِنُذُر عن طريق تقديم قرابين البخور والأنواع الأخرى من القرابين. في الواقع، كنتُ قد توقعتُ في البداية تفسيرًا مشابهًا لِسِجِلِّ وجود الخَزَف على سطح مقابر إبراء. المقبرة (1): تقع المقابر الثلاث كلها على الضفة الغربية من الوادي الغربي. وتقع المقبرة 1، التي سنعرض لها فيما يلي بتفصيل أكبر مما سنعرض به المقابر الأخرى، على منطقة مستوية أعلى الوادي جنوب غرب حَيِّ السباخ، وفي مقابل حَيِّ المعترض السكني (الشكل رقم 6). ويُطلق عليها اسم “مقبرة المرداد” على اسم التل المجاور لها. وإلى الشمال الغربي منها تقع “سبلة موزة”؛ وهي عبارة عن بناء مقنطر كان البدو القادمون إلى سوق القناطر يستخدمونه، كما كان يستخدم -أيضًا- للصلاة على الموتى، وكمأوى للتحَصُّن من الأمطار أثناء العمل في بساتين النخيل، ومنارة لطبخ المبسلي للحّيِّ بأكمله. وفي الجنوب، تحدُّ المقبرةَ التلالُ المنخفضة. وتقع المقبرة الحديثة في الغرب والشمال الغربي، ويبدو أن الجزء الأوسط والشمالي الشرقي والشرقي من المقبرة هو أقدم جزء فيها. وأحدث منطقة في المقبرة توجد في جهة الجنوب الغربي بجوار التلال. القبور موجّهة حوالي 350 درجة، أي جهة الشمال -الجنوب تقريبًا، والمتوفي وَجْهه جِهَة مكة في الغرب. والعديد من المقابر الأقدم مُحاطة بدائرة من الحجر أو لها أسيِجَة حجرية بيضاوية أو مستطيلة الشكل، وهي مرتفعة إلى حد ما عن الأرض، ومليئة بالحصى من الداخل، والهياكل الرأسية منصوبة في زوجين من الألواح الحجرية في كل هيكل، هيكل عند رأس المتوفى، وهيكل عند قدمه، واصطفافها الأفقي على محور القبر يدل على قبور النساء، في حين أن الاصطفاف الرأسي للهياكل يدل على قبور الرجال (الشكل رقم 7). وهذه الهياكل خالية من أية نقوش، باستثناء قِلَّة منها على القبور المبنية مؤخرًا، فعليها شواهد قبور. وتوجد المرثيات المكتوبة على الشقف بانتظام في الأجزاء الجنوبية الشرقية، والغربية، والشمالية، من المقبرة. وكانت موضوعة عند موضع رأس المتوفى في القبر في العادة بين شاهديْ رأس القبر. والشقف مصنوعة من الفخار المحلِّي، من الأواني المزجّجة وغير المزججة، ولكن الأكثر شيوعًا أنها من أواني خشنة. ومعظم العَيِّنات من جِرار التخزين الكبيرة (الخَرْس) التي تستخدم لتخزين التمور بوجه خاص، ولكن توجد -أيضًا- شقف عليها نقوش من الأطباق المسطحة، والأكثر ندرة الشقف الذي من قدور الطهي (بُرَم – بُرمة)، أو من قدور الماء (جِحَال – جَحلة). والنقوش موجودة على الجانب المزجج أو غير المزجج من الشقفة المزججة، وأحيانًا على كلا الجانبين، ولكنها لا تكون على شقف البورسلين قط، ولا تكون كذلك على الأواني الكاملة. وفي حالة واحدة، وجدنا النقش الجنائزي مكتوبًا على ظهر البلاطة الأرضية المصنوعة من السيراميك (الشكل رقم 8). يتم الحفاظ على أن تكون النقوش بسيطةً جدًّا وخاليةً من أية زخرفة، ونَصُّ معظم النصوص به تماثل إلى حدٍّ كبير، ويتبع بوجهٍ عام نفس النسق، فيبدأ بعبارة: “هذا بيت [أو قبر] المرحوم/ المرحومة”، ثم يليها اسمه / اسمها، واسم الأب واسم الجد واسم القبيلة، ثم يأتي بعد ذلك في العادة التاريخ الهجري (الشكل رقم 9). وفي الآونة الأخيرة، يُضاف أحيانًا التاريخ الميلادي. ومن الملاحظ أنه يوجد للنساء نفس القدر من النقوش الذي للرجال. الافتقار الظاهري لصيغة دينية من قبيل البسملة أو الشهادة أو آيات من القرآن الكريم شيء غريب لأن هذه الصيغ شائعة في نقوش القبور في المقابر الأخرى في عُمان (إبراهيم 2001: ص 101؛ عُمان 1983م). وعادة ما يُعَرِّف كاتب النقوش نفسه بعبارة بقلم أو كتبه أخيه أو ولده (بمعنى مجازي في العادة)، ثم اسم الكاتب (الشكل رقم 10). وأحيانًا تدل أسماء أبي الكاتب وجده وقبيلته على أن نقش القبر كتبه فعلًا أحد الأقرباء المقربين للمتوفى، مثل ابنه أو أخيه. تم تسجيل نقشيْن استثنائييْن يشيران إلى ممتلكات المتوفى في المقبرة 1 والمقبرة 2. يشير نص النقش الذي ينتمي للمقبرة 2 (الشكل رقم 11) إلى رجل يُدعى راشد بن ماجد المسروري: (قبر راشد ابن ماجد المسروري، له نخل، و… [كلام غير قابل للقراءة]… في علوي البراكة). أما الشقفة المكتوب عليها الأخرى فتشير إلى امرأة اسمها موزة بنت سعيد بن صالح المرهوبية، كان لها بستان عنب في مكان يسمى العقر(3): (قبر موزة بنت سعيد بن صالح المرهوبية، ولها قرمة(4) مُحصاه(5) في العقر). هذا النقش مكتوب على الجانب الخارجي غير المزجج لشقفة من طبق مسطّح بُنِّي اللون مُزَجّج من نوع بهلاء. والجانب الداخلي المزجج لنفس الشقفة عليه نقش آخر يذكر اسم المتوفاة على أربعة أسطر وهي من الأسفل إلى الأعلى، كما يلي:
  1. موزة سعيد 2. بنت 3. صالح المرهوبية 4. … ت سعيد
ويختلف أسلوب الكتابة اختلافًا كبيرًا بين الجانبين، وقد يرجع ذلك إلى الصعوبة الكبرى لنقش الجانب المصقول من الشقفة، أو قد يدل على كاتبيْن مختلفيْن. بالإضافة إلى هذه الشقف التي عليها نقوش، يبدو أن بعض مناطق المقبرة مبعثرة في أنحائها شقف خَزَفية وأواني كاملة (أو شبه كاملة)، وإن كانت مكسورة. وتشيع بوجهٍ خاص الأطباق الصيني أو الأطباق المسطّحة وبعض الأطباق الأحدث المصنوعة في أوروبا أو في اليابان، وكذلك بعض جِرار التخزين والماء والطهي المحلية، وتوجد هذه الأدوات فعليَّا على كل القبور ذات المرثيات، وعلى عددٍ كبير من القبور الخالية من النقوش. في الحالات التي ما زالت فيها مثل هذه الأواني في مكانها الأصلي، يتضح أنها تم وضعها خلف، وأحيانًا أمام، شاهد قبر الرأس، أو تم حشرها بين صخرتيْه الكبيرتين. يبدو أن الأواني تم تكسيرها عن عَمْد، وفي معظم الحالات، يبدو الأمر كما لو كانت أفضل الأواني المتاحة قد تم وضعها على القبر، ولكن تم أحيانًا استخدام أواني بسيطة أو دِلاء أو قوارير مياه بلاستيكية مغلقة، وتم إثقالها بحجر. ومن اللافت للنظر أن نلاحظ على القبور المكتوب عليها التاريخ التغيُّر الذي حدث في أنواع الخَزَف على مر الزمن، وكيف أن الأشياء الأرخص الحديثة المنتَجَة بالجملة تحل محل البورسلين التقليدي. المقبرة (2): توجد المقبرة 2 في الجهة المقابلة لمقبرة المرداد، وهي مقبرة أصغر حجمًا، تستخدم في الأساس لدفن الأطفال، ولذلك تُسمى مقبرة الأولاد الصغار، ويُدفن هنا الأطفال الذين لم يبلغوا الحُلُم. ويتم فيها تمييز قبور الذكور وقبور الإناث بنفس الطريقة المتبعة في تمييز قبور الرجال وقبور النساء. وقال الناس إن فصل مكان مقبرة الأطفال عن مكان مقبرة البالغين يجعل الأطفال الأبرياء لا يسمعون الأسئلة التي سيطرحها المَلَاك على البالغ المتوفى. ولاحظنا نَسَقًا ثقافيًّا مشابهًا في وضع الخَزَف على قبور الأطفال، على الرغم من أن عدد الأواني هنا أقل من عددها في المقبرة 1، وكما هو الحال في المقبرة 1، توجد النقوش الجنائزية على شقف الخَزَف فقط (الشكل رقم 11). ومع ذلك، عدد الأواني الكاملة والشقف المكتوب عليها نقوش أقل بكثير مما هو موجود في مقبرة البالغين، فهي موجودة في الغالب على القبور المقابلة للطريق الرئيسي المُوَصِّل الذي يمر عبر المعترض، أو بجانب هذه القبور. وكما في المقبرة 1، بعض القبور مرتفعة عن سطح الأرض. ومن الجدير بالذكر هنا أنه داخل حدود هذه المقبرة تم اكتشاف استيطان على ارتفاع منخفض يرجع إلى بدايات العصر الحديدي في المسح الأثري الذي قام به فريق من معهد الآثار الألماني (هاسر 2003م). المقبرة (3): المقبرة 3 مقبرة القناطر، وتسمى مقبرة الصفح، ويستخدمها بطن من بطون قبيلة الحرث (بونينفانت ب، وبونينفان جي، والحارثي 1977م: ص 107) التي تعيش في القناطر والنجادي وقِلّة والصفح. ؛ وهي مقبرة كبيرة جدا تشغل مساحة شاسعة من الأرض المفتوحة خارج السور الدفاعي الطويل الذي يحمي القناطر. وفي جهة الشمال الغربي تحد المقبرةَ سلسلةٌ من التلال كانت موقعًا لمستوطنة في أواخر العصر الحديدي (هاسر 2003م). وهناك بساتين نخيل تحد المقبرة من الشرق، ويُقال إنها مقبرة قديمة جدًّا، ومن الصعب للغاية التعرف على بعض المناطق فيها بهذه الصفة. والجزء المستخدم الآن من المقبرة يوجد في طرفها الغربي. بعض القبور لها شواهد منقوشة عند رأس المتوفى ترجع إلى 2000-2001م، وفي حالات أخرى، تُستخدم كتلة خرسانية كشاهد أو لوحة من القصدير تذكر اسم المتوفى، وأحيانًا تذكر تاريخ الوفاة. وفي حالة واحدة فقط، هناك شذرة من جُرّة خَزَفية كبيرة منقوشة عليها عبارة: “الهالك عبد الله ابن سعيد الحارثي 18 شوّال 1421 هـ. [2001]” (الشكل رقم 12). ونجد في هذه المقبرة أيضا أواني خَزَفية وأواني أخرى موضوعة على القبور. عند سفح الجبل المتاخم للمقبرة كان هناك مركز حجر صحي للمدينة اسمه بيت العزل (الشكل رقم 13)، وكان يُستخدم للسيطرة على الأوبئة، خاصةً لمن يعانون من الجُذَام والجُدَري. وهو عبارة عن مبنى مقنطر مُكَوّن من غرفة واحدة مُقَسَّم إلى ثلاثة أقسام متساوية الحجم عن طريق جدران واطئة. وهناك أعداد كبيرة من الشقف الخَزَفية -أدوات محلية وبورسلين-، وكذلك زجاج تغطي الأرض داخل المبنى وحوله. يتذكر الناس المحليّون أنه في الستينيات من القرن العشرين كان الأشخاص المصابون يُحْضَرون إلى هنا خارج المدينة لتجنّب انتقال العدوى للمواطنين الأصحاء. وكان أقاربهم يزودونهم بالطعام والشراب، ولم يكن بالإمكان أن يستخدم الأصحاء الأواني التي يُجلب فيها الطعام والشراب إلى هنا من جديد خشية العدوى، وبالتالي كانت هذه الأواني تُترك هنا، مما يفسِّر العدد الهائل من الأواني الفخارية وشقف الزجاج في هذا الموقع الخاص. العادات المحلية المتعلقة بالمقابر وسِجِلُّها المادي: المقبرة بها عدد من ممرات الأقدام المستقيمة المتقاطعة (الشكل رقم 7)، التي صنعها الناس واستخدموها لكي يتجنبوا الخطو على القبور أثناء زياراتهم للمقبرة. يُطلق على المقبرة –أيضًا- اسم “مدينة”، وعلى القبر اسم “بيت” وليس “قبرً”. وعند دخول المقبرة، ينبغي على المرء أن يلقي تحية “السلام عليكم” على “أهل المدائن”. وكما في مدن الأحياء، يتم تنظيم مدينة الموتى إلى أحياء تنتمي لبطون مختلفة من قبيلة الحرث في سفالة إبراء. والجزء الجنوبي من المقبرة تغلب عليه مدافن المطاوقة والْعاسِرَة، في حين أن المراهيب يدفنون موتاهم في الجزء الشرقي منها، والقبور الحديثة للمعامرة تقع في الركن الشمالي الغربي من المقبرة(6). في سفالة إبراء، تتم زيارة المقابر في التاسع من ذي الحجة وفي أيام الجمعة فقط. وأثناء زيارة المقبرة، قد يتلو المرء بعض آيات القرآن الكريم، أو يكتفي بالجلوس وتذكُّر الموتى. ولا يتم حَرْق أي بخور، ولا يتم رَشْ ماء الورد على القبر، ولا يُحضِر الزائر معه طعامًا أو شرابًا. في الواقع، من اللافت للنظر غياب المباخر التي نجدها بكثرة في المقابر الأخرى. فَسَّر لنا المقيمون من قبلية الحارثي في سفالة إبراء المُلّمين البارزين للسِّجِلِّ الموجود على سطح المقابر -وهما المرثيات المكتوبة على الشقف، ووضع أواني خَزَفية على القبور- بأنهما عادةٌ محلية عندهم، وقال المخبرون المحليون الذين أدلوا لنا بمعلومات: إن المرثيات تتم كتابتها عن طريق التحزيز على شقف الفخار، وليس على شواهد القبور الحجرية؛ من أجل الالتزام بالنص على أن تكون القبور متماثلة وبسيطة، وينبغي ألَّا يكون لأحد قبر أكثر زخرفة عن قبور الآخرين(7). يمكن النظر إلى شقف الفخار فِعلًا على أنها رمز للتواضع وزوال الحياة. ويجب أن تكون الشقف من أواني قوية وثقيلة مثل الخَرْس؛ وهي أواني التخزين التقليدية هناك؛ حتى يتم ضمان أن يبقى النقش لأطول وقت ممكن. ولا يُوصى جرّة الماء ذات الجدار الرقيق (جَحلة)، أو قدور الطهي (البُرمة)؛ لأنها تنكسر بسهولة. قيل لي إن الشقفة لا بد من تجهيزها من خلال نقعها في الماء لمدة تتراوح من ثلاثة أيام إلى خمسة أيام. وعندئذٍ يمكن أن يتم تحزيز النقش عليها بسهولة أكبر من خلال مسمار من الحديد. ولا توجد قواعد محددة تنص على مواصفات الشخص الذي يكتب المرثيات، سوى أن خطه في الكتابة واضحًا نسبيًّا، ولكن ليس شرطًا أن يكون خطَّاطًا ماهرًا، كما هو الحال بوضوح في حالات أخرى (إبراهيم 2001م: ص 109). وتحزيز المرثية على الشقفة ليست مهمة يتم التكليف بالقيام بها رسميًّا، مما يفسر السبب في أنني في حالات كثيرة وجدتُ أكثر من شقفة مكتوب عليها نقش جنائزي لنفس الشخص، ولكن كتبها أشخاص مختلفون (الشكل رقم 14). ونظرًا لأن أقدم نقش تم العثور عليه يرجع لحوالي 80 سنة (الشكل رقم 15)، ربما تكون هذه العادة المحلية قد نشأت منذ عهد قريب نسبيًّا. والتطور الأحدث -الذي يبدو فيه أن الشقفة المنقوش عليها يتم بالتدريج إحلال مواد أكثر حداثة محلها- لا يغيّر المفهوم الكامن وراءها: سواءً أكانت شقفة فخار، أم كتلة خرسانية، أم بلاطة سيراميك أرضيات، يظل النقش مكتوبًا على شيء متواضع جدا. على الجانب الآخر، يوحي سِجِلّ الآثار الموجودة على سطح أرض المقابر بأن عادة وضع صحن أو طبق أو أي إناء آخر ثمين على القبر ربما يمثل تقليدًا أقدم. فقِطَعُ الصيني أو أي بورسلين آخر توضع على القبر كهدية أو علامة على الحزن. وقال المخبرون المحليون إن ابنة المتوفى في العادة هي التي تختار أحد أفضل الأواني لديها: إناء من تلك الأواني التي تُعرَضُ بشكل تقليدي في روزنة إحدى الغرف. ويُترك الإناء عند رأس القبر بعد كسره في الموقع حتى لا تتم سرقته إذا ظل سليمًا. ربما كانت هذه العادة انعكاس لفترات الرخاء الاقتصادي في القرون الثلاثة الماضية، وربما تمثل متنفَّسًا لصراع الإنسان في سبيل أن يكون بارزًا في مجتمع السواسية في المدافن: أي مَخرج من إخفاء الهُوِيَّة الواجب. خاتمة في الختام، أسفر البحث أعلاه عن النتائج التالية: توزيع الأواني على سطح أرض المقابر محل الدراسة من صنع الإنسان وليس شيئًا وضعته الطبيعة، هو توزيع في غالب الأحيان ذو طبيعة شعائرية. في إبراء، ترتبط هذه الأواني ارتباطًا مباشرًا بالمدافن، وبالتالي تم وضعها عند الدَّفْن. في مناطق أخرى من سلطنة عُمان، توزيع الأواني ناتج في العادة عن ممارسات شعائرية من قبيل الإيفاء بالنذور، وتتكون من قرابين الطعام والبخور والعطور وما إلى ذلك. وفي هذه الحالة، الأشياء المادية المقترنة بالقرابين، من قبيل المباخر، وفناجين القهوة وقوارير العطور وماء الورد الفارغة، والأطباق، لا ترتبط بدفن الموتى بالضرورة، بل ترتبط بطقوس تم القيام بها في وقتٍ لاحق، وبالتالي لا تمثل بالضرورة موادَّ تم استخدامها في وقت الدَّفْن، أو حتى في فترة شَغل المقبرة. على الرغم منه أنه من الواضح أن عادات الدَّفْن تتغير عبر الزمان والمكان، كشف البحث الموصوف أعلاه عن أن العادات والتقاليد الإسلامية المتعلقة بالمدافن والمقابر في عُمان قد تتفاوت تفاوتًا كبيرًا في نطاقات زمانية ومكانية قصيرة إلى حدٍّ ما. على سبيل المثال، طريقة تمييز نوع المتوفى من حيث كونه ذكرا أم أنثى من خلال القوائم الرأسية يبدو أنها طريقة تفرضها ظروف المنطقة، ولا ترجع لأسباب عِرْقِيّة أو دينيّة. وعلى الجانب الآخر، أَسْيِجَة القبور في شمال عُمان في الوقت الحالي منتشرة أكثر لدى أهل السُّنَّة، على الرغم من أنها كانت موجودة في الماضي أحيانًا في مقابر الإباضية -أيضًا-، حسب ملاحظاتي الشخصية في إبراء وسمد والخوض ونزوى. وهناك تفاوتات -أيضًا- في خصائص شكل وارتفاع هذه الأسْيِجَة وفي طريقة معالجة أسطحها. ومن بين المعايير الأخرى التي يمكن استخدامها في وضع إطار تصنيفي وزمني للعادات الجنائزية ومعمار المقابر: وجود نقوش جنائزية مثلما على الشقف وشواهد القبور، نَصَّ النقوش وكتابتها، سِجِلّ الشقف الخزفية الموجودة على سطح القبور، وجود أواني كاملة، وخاصة الأواني الوظيفية مثل المباخر أو القوارير أو الأطباق. يبدو أننا نقوم فقط بِخَدْشِ سَطْحِ مجالٍ جذاب جدًّا للبحث الأثري العِرْقي. إن دراسة الآثار الجنائزية وممارسة الدَّفْن في عُمان باعتبارها مصدرًا للمعلومات التاريخية العرقية والمعلومات الثقافية الاجتماعية مجال ناشئ يَعِدُ بالكشف عن نتائج مثيرة. شكر وتقدير بالنسبة للدعم الذي تلقاه المؤلف في تسهيل عمليات المسح، يود المؤلف أن يتقدم بالشكر للأستاذ الدكتور علي الماهي – رئيس قسم الآثار في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس (سابقًا)، ولـ بيوبا بنت علي الصابري القائم بأعمال مدير إدارة الآثار بوزارة التراث والثقافة (سابقًا). ويشعر المؤلف بامتنان خاص للكثيرين من المخبرين المحليين من إبراء وأماكن أخرى في سلطنة عُمان، وخاصةً حمود بن محمد الحارثي من سفالة إبراء، بسبب ما قدموه من معلومات اثنوجرافية عن عادات الدَّفْن والطقوس الجنائزية في المقابر محل الدراسة. وهناك طلاب عديدون في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، قَدَّموا معلومات قيّمة عن الموضوع، ومنهم: خالد بن أحمد البلوشي، الذي قدم لي معلومات عن العادات الجنائزية للبلوش في الباطنة، وخليل بن سيف التوبي الذي قدم لي معلومات عن الممارسات المتعلقة بالمقابر في نزوى. وكل الصُّوَر التي تم نشرها هنا التقطها المؤلف بنفسه. المراجع
  1. بولديسيرا، إ. 2000. ضريح الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي. مسقط.
  2. بونينفانت، ب. & لو كور جراندميزون، سي. 1977. منطقة إبراء والمضيرب. مجلة دراسات عُمان، العدد 3: ص 91-94.
  3. بونينفانت، ب.، وبونينفانت، ج، & الحارثي، س. ح. س. 1977. العمارة والتاريخ الاجتماعي في المضيرب. مجلة دراسات عُمان، العدد 3: ص 107-135.
  4. كارتر، ج. ر. ل. 1982م. القبائل في عُمان. لندن: دار نشر بيننسيولار.
  5. الحضرمي، م. س. 1994م. مقبرة العُبّاد. الصفحات 72-79 في كتاب عُمان، عدد خاص عن نزوى بمناسبة العيد الوطني الرابع والعشرين [باللغــة العـــــــربية].
  6. هاسر، ج. 2003م. مشروع “عمليات التحول في مستوطنات الواحات في عُمان”. تقرير عن حملة المسح في ربيع عام 2003 م في مقطع وإبراء. [تقرير غير منشور].
  7. إبراهيم، م. م. 2001. المقابر ونقوشها من نزوى والحيملي ، سلطنة عُمان. أعمال ندوة دراسات شبه الجزيرة العربية، 31: ص 97-113.
  8. إبراهيم، م. م. والماهي، أ. ت. 1998. موسمان من بحث جامعة السلطان قابوس في وادي الصفافير (1996-1997م). أعمال ندوة دراسات شبه الجزيرة العربية، 28: ص 125-137.
  9. كينج، ج. ر. د. 1998م. جزر أبوظبي – مسح أثري، الموسم الأول. لندن: تريدنت بريس.
  10. لايستن، ت. 1990م. بين الأصولية والتفسير: بعض جوانب موقف الشريعة من معمار القبور. مقارنات، 7: ص 12-22.
  11. لينانت دو بلفوندز، ي. 1978م. القبر في أعمال الفقه. الصفحات 354-355 في موسوعة الإسلام. (طبعة جديدة). 4. ليدن: بريل.
  12. عُمان، ج. 1983م. مسح أولي للمرثيات في المادة الإسلامية في ظُفار. مجلة دراسات عُمان، العدد 6: ص 277-290.
  13. اوراي، س. 1991م. مقبرة. الصفحات 122-123 في موسوعة الإسلام. (طبعة جديدة). 4. ليدن: بريل.
  14. الشحري، أ. 1994م. ظُفار – كتاباتها ونقوشها القديمة. (نشر خاص: طبع بواسطة الغرير، دبي].
  15. سورديل-ثومين، ج. 1978م. قبر. الصفحات 352-354 في موسوعة الإسلام (طبعة جديدة). 4. ليدن: بريل.
  16. (*) المصدر: أعمال ندوة دراسات شبه الجزيرة العربية، 2004، المجلد 34، أوراق بحثية من اللقاء السابع والثلاثين لندوة دراسات شبه الجزيرة العربية الذي عُقد في لندن في 17-19 تموز/ يوليو 2003م (2004)، الصفحات 165-179. الناشر: أركيـــــــــــــوبـريــــس (Archaeopress)، الرابـط الدائــم: https://www.jstor.org/stable/41223815
………………………………………………………………………
  1. أحيانا يتم تكرار هذا الطقس بعد مرور أربعين يومًا أو مرور سنة على الوفاة.
  2. يشير كارتر (1982: ص 108) إلى هذه الطريقة في التمييز بين قبور الرجال وقبور النساء، باعتبارها أكثر طريقة شيوعًا بين الإباضية، وكذلك بين معظم السُّنَّة في عُمان.
  3. ربما كان العقر في جعلان بني بو حسن، أو في وادي بني خالد، وهناك أماكن أخرى بنفس الاسم تقع في نزوى ونخل والرستاق وشناص.
  4. تم تفسير هذه الكلمة بأنها الكلمة التي تُستخدم محليًّا بدلًا من كلمة “كَرْمَة”.
  5. مُحصاه كلمة محلية؛ بمعنى “العنب”.
  6. لم يكن المخبرون المحليون يعرفون أية تفاصيل عن الأجزاء الأقدم في المقبرة. والمعلومات الخاصة بالهوية القبلية أو الشخصية للمدفونين في القبور لا تتعدى القرن العشرين.
  7. للتأكيد على أهمية بساطة وتماثل كل القبور، أشار حمود بن محمد الحارثي -وهو من السَّباخ في سفالة إبراء- إلى قبر إمام وعالم يحظى بالتبجيل كثيرا، وهو خالد بن محمد بن سعيد العيسري، في مقبرة المرداد، وقبره بسيط مثل قبور الآخرين تماما. والنقش الجنائزي على شقفة الخَرْس غير المزججة مكتوب فيه: “هذا بيت المرحوم خالد بن محمد بن سعيد العيسري”.
Related Posts